هناك ممارسة شائعة بين أوساط مربي الطيور وهي إستخدام المضادات الحيوية بالعادة قبل موسم التكاثر او استخدامها بشكل روتيني وعشوائي كإجراء وقائي للسيطرة على ومنع حدوث أو تطور الأمراض.
لكن في حقيقة الأمر، أن هذه الممارسة خاصة إن تمت دون الأخذ بعين الإعتبار سلبياتها تستطيع أن تلحق الضرر للطائر على المدى القريب او البعيد.
المضاد الحيوي يقتل البكتيريا فقط، وهذا يشمل البكتيريا النافعة التي توجد في جهاز الطائر الهضمي. البكتيريا النافعة تسيطر على البكتيريا الضارة، وتمنعها من النمو والتكاثر، وتحافظ على توازن الأكسدة او الحموضة في الأمعاء.عند موتها تستطيع مسببات الأمراض الأخرى كالفطريات والطفيليات الإنتعاش والتكاثر، وبذلك قد يسبب المضاد تفشي أمراض غير بكتيرية.
كما أن المضاد الحيوي حسب مركبه ونشاطه المضاد، لا يستطيع التخلص من جميع أنواع البكتيريا الضارة، وبذلك يتخلص من البكتيريا التي يستهدفها الدواء، وإن حملت الأمعاء بكتيريا ضارة كبكتيريا الإيكولاي مثلاً، وكان الدواء غير فعال في قتلها سوف يسبب إعطاء الدواء نشاطها، وبالتالي حدوث المرض.
يجب أيضاً على المربي أن يستشر الطبيب البيطري قبل إعطاء أي دواء ومعرفة نشاطه المضاد وآثاره الجانبية. على سبيل المثال، دواء الفلاجيل او التروجيل هو دواء شائع الاستخدام من قبل المربي. لكن هذا الدواء بالعادة يستخدم كمضاد لوحيدات الخلية مثل التريكوموناس وله نشاط ضد البكتيريا اللاهوائية فقط أي أن نطاقه محدود ضد البكتيريا خاصة أنواع البكتيريا الشائعة في الطيور.
علاوة على ذلك، استخدام المضادات الحيوية بشكل متكرر، خاصة دون سبب صحي مبرر، يستطيع أن يساعد البكتيريا على مقاومة الدواء المستخدم ضدها مع مرور الوقت. عندما نقدم الدواء للطائر المصاب بمرض بكتيري، قد تنجح البكتيريا في مقاومة الدواء وبذلك يفشل العلاج. لذلك يتم فحص حساسية الدواء المناسب مخبرياً ضد البكتيريا قبل تقديمه.
مقاومة البكتيريا للدواء تحدث حتى لو تم إعطاء الدواء المناسب لقتلها بسبب كثرة استخدام الدواء او سوء استخدامه. على سبيل المثال، دواء الانروفلوكساسين هو مضاد حيوي عام و كان يوماً ما فعالاً في قتل بكتيريا سدوموناس وهي إحدى الميكروبات التي تسبب أعراض الرشح لدى الطيور. بسبب توفر الانرفلوكساسين و استخدامه بكثرة لعلاج هذه الحالة، مع الوقت استطاعت البكتيريا أن تقاوم هذا النوع من الدواء. لذلك لا يعتبر الأن أفضل خيار متوفر لعلاج هذا النوع من البكتيريا.
في حقيقة الأمر، هناك إتجاه عالمي لخفض استخدام المضادات نتيجة إزدياد مقاومة الميكروبات لها وخلق عترات ميكروبية مقاومة لكل انواع المضادات الحيوية بسبب ظهور ما يعرف بالميكروبات الخارقة (superbug) اي الميكروبات التي تستطيع مقاومة الدواء المخصص لعلاجها.
إن قررت استخدام المضاد الحيوي كإجراء وقائي على الرغم من كل ذلك، ننصح بالقيام بالأمور التالية:
- لا تعطي الدواء أكثر من 3 ايام.
- أضف البكتيريا النافعة مع الغذاء عند استخدام الدواء كوقاية او علاج.
- زود الطيور بالمعادن و الفيتامينات إما عن طريق التنويع في الغذاء او إضافة مكمل غذائي.
ملاحظة: البكتيريا النافعة متوفر لدى البياطرة.
تنويه : المضادات الحيوية تمكث فترة من الزمن في أعضاء الطيور والحيوانات الوظيفية كالكبد والكلى وأنسجتها العضلية وصفار البيض والحليب الذي تنتجه قبل أن تتلشى وتنسحب من الجسم. لذلك لا تاكل اللحوم والبيض او تشرب الحليب قبل مرور فترة الأمان المحددة للدواء من أخر جرعة. لمزيد من التفاصيل ننصح بقراءة : حقيقة المضادات الحيوية التي تستخدم على الدواجن وحيوانات التربية. دائما استشر طبيبك البيطري قبل استخدام أي دواء.
في الخلاصة، لا حاجة لاستخدام مضاد حيوي بدون تشخيص اصابة ميكروبية. تشخيص المرض هو الذي يجب أن يقود للعلاج. لا تتردد في زيارة طبيبك البيطري.
كتابة: عمر أبو سالم
مراجعة و تدقيق: د. وائل أبو حمود