صبغة الطعام أو الطعام المصبوغ هو غذاء طبيعي او صناعي مستخلص يحتوي على صبغات الكاروتينات (carotenoids) وهي عبارة عن مجموعة واسعة من الصبغات الصفراء والحمراء والبرتقالية والتي نراها في الطبيعة تغطي الأزهار وأوراق النباتات وثمار الأشجار.
تضاف أنواع معينة من صبغات الكاروتينات الصفراء والحمراء والبرتقالية والتي تتجاوز أكثر من 700 نوع إلى نظام الطائر الغذائي لكي يحصل على ريش داكن اللون. يهمنا كمربي طيور كناري وحسون 4 أنواع فقط من صبغات الكاروتينات وهي صبغتين صفراوات وصبغتين برتقاليتين وصبغة حمراء واحدة. يستخدم مربي طيور الكناري هذه الصبغات الخمس لتحسين اللون الأصفر والبرتقالي والأحمر. أما مربي الحسون فيستخدمها لتحسين لون الجناح الأصفر ولون الجبهة الحمراء.
لا فائدة من تقديم الأغذية الطبيعية أو الاصطناعية التي تحتوي على الصبغة بعد خروج الطائر من مرحلة القلش او تبديل الريش. الوقت الوحيد المناسب لتقديم صبغة الطعام للحصول على اللون المطلوب هو قبل هذه المرحلة بعدة أسابيع. أما إذا تم تقديم الصبغة مع بداية القلش أو في وسطه فسيؤدي ذلك إلى ظهور ريش غير متساوي وغير متناسق الالوان.
نستمر في تقديم صبغة الطعام حتى ينتهي الطائر من اكتساء آخر مسمار او بصيلة ريش. عندما لا نرى أثر لمسامير أو بصيلات الريش التي تظهر بسبب تساقط الريش، فعندها نعلم أن الطائر قد انتهى وخرج من مرحلة القلش والتي تدوم بالعادة من 6 إلى 8 أسابيع لطيور الكناري والحسون البالغة. تُقدم الصبغة لفراخ الكناري والحسون عند بلوغها 6 أسابيع لأنها تبدأ طرح او تبديل الريش عند بلوغها 8 إلى 10 أسابيع.
لون الكناري الأصفر
الكناري الأصفر يحصل على اللون الأصفر من صبغة الكاروتينويد الصفراء (Yellow carotenoid) وأهمها اللوتين (Lutein) والكسانثين (Zeaxanthin). يعمل جسم الكناري على تخزين الصبغات في غمد الريشة المتنامية لتمر في مجرى دم الريشة، و بذلك تتحول الريشة إلى اللون الأصفر.
الحصول على اللون الأصفر بالعادة لا يشكل مشكلة لطيور الكناري الصفراء لأن البذور التي يتغذى عليها الكناري كالبريق والشوفان والقمبز تحتوي على هاتان المادتان، لكن بكميات قليلة.
كلما قلة هاتان المادتان في الغذاء، أصبح اللون الأصفر باهتاً، وكلما زاد محتواها في الغذاء، يصبح اللون الأصفر داكناً وزاهياً وعميقاً. وأثبتت الدراسات أنه في حال انقطاع صبغة اللوتين والكسانثين عن الغذاء، يصبح لون الطائر بعد الخروج من القلش أبيض اللون. لكن هذا غير صحي لأن الصبغات الطبيعية لها خصائص مضادة تحمي الجسم من الأمراض وتعزز مناعته.
الأغذية التي تحتوي على نسبة كبيرة من اللوتين والكسانثين والتي يمكن إضافتها الى النظام الغذائي للطائر لتحسين لونه الأصفر هي: الجزر والذرة والسبانخ وصفار البيض والعنب والبروكلي والبرتقال والفلفل البرتقالي الحلو وغيرها.
المسؤول عن اللون الأصفر في طائر الحسون الذهبي الأوروبي على جناحيه هو أيضا صبغة الكاروتينات الصفراء (Yellow Carotenoid). أضف الأغذية التي ذكرناها في الأعلى إلى نظام الطائر الغذائي قبل القلش بعدة أسابيع و خلاله، و سوف يحصل طائرك على لون أصفر داكن و جذاب بعد نهاية القلش.
هناك صبغات صفراء إصطناعية مستخلصة موجودة في الأسواق تضاف الى غذاء الطائر للحصول على لون أصفر داكن.
لون الكناري البرتقالي والأحمر
اللون الأحمر هو لون حصل عليه الكناري عن طريق تهجينه مع طائر السسكن الفنزويلي الأحمر (Red Siskin)، و بذلك حصل الكناري على العامل الأحمر (Red factor) ومن هنا يأتي الاسم: الكناري ذو العامل الأحمر (Red factor Canary):
Red Factor Canary image by Freegiampi- الكنار ذو العامل او اللون الاحمر
تحصل طيور الكناري على اللون البرتقالي من صبغة بيتا كاروتين (Beta Carotene) وهي صبغة طبيعية موجودة بكثرة في الخضروات والفواكه كالبطاطا الحلوة والجزر والشمام والبنجر والتوت والفلفل الاحمر الحلو والسبانخ والجرجير والبروكلي وغيرها. أما صبغة الكانثاكسانثين (Canthaxanthin) فهي مسؤولة عن صنع اللون الأحمر، وهي موجودة بكثرة في الطحالب والمأكولات البحرية مثل الجمبري. بعض الشركات تبيع صبغة (Canthaxanthin) الصناعية تحت مسمى كان تاكس (Cantax) وهو الاسم المختصر لها.
يجب على الكناري ذو العامل الأحمر أن يحصل على صبغة الكانا زانثين الحمراء الطبيعة بجانب صبغة بيتا كاروتين لكي يتحول لونه البرتقالي إلى لون أحمر جميل وجذاب مثل طائر السسكن. لكن لا تتوفر هذه الصبغة في الأغذية اليومية التي نقدمها لطيورنا، و لهذا السبب تستخلص هذه المادة صناعيا و تباع في الأسواق للحصول على اللون المطلوب.
على الرغم من إمكانية إضافة صبغة الكانثاكسانثين وحدها للحصول على اللون الأحمر، إلا أن المنتجات المتوفرة في الأسواق العالمية تقدمها بقدر متساوي مع صبغة بيتا كاروتين البرتقالية للحصول على درجة اللون المثالية. استخدام الصبغة الحمراء بدون الصبغة البرتقالية يحول لون الطائر إلى لون بني محروق.
جدير بالذكر أن دراسة علمية على طيور الكناري أشارت أن الكناري يستطيع تحويل صبغة بيتا كاروتين إلى صبغة حمراء عندما يخلو نظامها الغذائي من الصبغات الحمراء الطبيعية أو الاصطناعية. الصبغات الحمراء هي المسؤولة أيضا عن لون الجبهة الحمراء في طيور الحسون. اذا لم يحصل الحسون على صبغات حمراء من نظامه الغذائي يفترض أن طائر الحسون مثل الكناري يلجأ إلى تحويل الصبغات الصفراء والبرتقالية إلى اللون الأحمر للحصول على الجبهة الحمراء وإن لم يحصل الطائر على ما يكفيه من الصبغات البرتقالية والصفراء يبقى لون الجبهة برتقالي او باهت أو عديم اللون.
يجب الإدراك أن صبغة كانثا كسانثين الصناعية تستطيع أن تكون مضرة للطيور. و تحذر الشركات المصنعة بعدم تجاوز الجرعة لأنها تستطيع أن تسبب تسمم الكبد. عند ملاحظة أن براز الطائر أصبح دماً بسبب الصبغة، فاعلم أنك تجاوزت الجرعة، ويجب العمل على تخفيفها. التزم بتعليمات المنتج بحذافيرها (مهم جداً).
ينُصبح بالاكتفاء بتزويد الطائر بمكمل غذائي يحتوي على البيتا كاروتين المسؤولة عن اللون البرتقالي او تزويده بخلطة طبيعية من الفواكه والخضروات التي تحتوي على هذه الصبغة كما ذكرناها سابقاً، والإكتفاء بطائر برتقالي داكن و ساطع و لامع اللون بدلا من استخدام صبغة الكانثاكسانثين للحصول على اللون الأحمر، وذلك بسبب احتمالية تأثير هذه الصبغة على صحة الطائر على المدى البعيد حتى ولو تم الالتزام بالجرعة.
تحذيرات وملاحظات حول صبغة الطعام
من المهم فهم ما يحتويه المنتج الصناعي و إتباع التعليمات و طرق التخزين. على سبيل المثال إذا قدمت صبغة الكانثاكسانثين بكميات كبيرة سيتغير لون الطائر إلى لون بني غامق غير جذاب، وإن خزن المنتج بطريقة خاطئة، فسيفقد المنتج مفعوله. تخزين المنتج عامل مهم للحفاظ على فعالية محتوياته. إتبع تعليمات المنتج ولا تشتري عبوات بدون وجود تعليمات عن الجرعة وطريقة الاستخدام والتخزين ونوع الصبغة.
هناك وعي محدود بين أوساط المربين عن أهمية شراء منتجات موثوقة وأهمية قراءة وفهم التعليمات وطرق الإستخدام والتخزين.
:photo credit
Featured image: “Cucullatamachoguyana” by Robbins, M. R., M. J. Braun, and D. W. Finch is licensed under Creative Commons Attribution 3.0 Unported license
Red canary image: “Serinus canaria Rosso Intenso by Freegiampi is licensed under Creative Commons Attribution 3.0 Unported license
يمكنكم متابعتنا على صفحة الفيسبوك، ماذا يقول الكاتب: علم الطيور