التكسوبلازما (Toxoplasma gondii) هي طيفيليات معدية للبشر، و قد تشكل خطراً كبيراً عليهم، خاصة على النساء الحوامل و الأشخاص ذوي المناعة الضعيفة كالأشخاص المصابين بالإيدز. وفقاً “لمركز الحماية و السيطرة على الأمراض” الأمريكي، تظهر أعراض هذا المرض عند الأشخاص ضعيفي المناعة على شكل أعراض شديدة و شبيه بالانفلونزا كالحمى و الصداع و فقدان الشهية و السعال و إحتقان الأنف و إلتهاب الحلق، بجانب الدوران و فقدان التوازن، و في الحالات الحادة تستطيع الطفيليات أن تسبب ضرراً للدماغ و العيون و الأعضاء العضوية، أما الخطورة على النساء الحوامل في حالة إنتقل العدوى لهن أثناء الحمل، فتكمن في الإجهاض أو ولادة جنين ميت او ولادة جنين مشوه [1].
يُقَدَّر عدد البشر المصابين في العالم ما بين 30 إلى 50 % وفقاً لمقال نُشر في عام 2014 في “مجلة الأمراض المعدية العالمية”، لكن معظم الأشخاص المصابين لا تظهر عليهم أي أعراض بسبب إمتلاكهم مناعه تكفي لمنع المرض من التطور، وتظهر أعراض متوسطة و شبيه بالانفلونزا عندما تنخفض مناعة الشخص المصاب [2].
طرق إنتقال التكسوبلازما للحيوانات والبشر
الحيوانات المستضيفة لطفيليات التكسوبلازما و التي تحتضن الطفيليات بدورة حياة كاملة و تتكاثر داخلها جنسيا و تضع بيوض الطفيليات مع فضلاتها هي فصيلة القطط فقط التي تنتقل العدوى إليها عن طريق أكل الفئران او الطيور المصابة. تستطيع الفئران و الطيور أكل بيوض الطفيليات لكنها تتحول إلى ما يعرف بأكياس الأنسجة (tissue cysts). ثم تنتقل أكياس الأنسجة الى القطط و تتكاثر داخل أمعائها و تضع بيوض الطفيليات مع فضلتها و هكذا [3]. الحيوانات الأخرى كالمواشي تستطيع بلع البيوض التي تتحول ايضاً إلى أكياس نسيجية و عندما يأكل الأنسان هذه الحيوانات تنتقل العدوى له.
لذلك يجب على الأنسان أن يتوخى الحذر عند تنظيف حمام القطط عن طريق وضع القفازات او غسل اليدين جيدا بعد التنظيف. القطط التي تسرح و تمرح خارجاً و تعود إلى داخل المنزل هي الاكثر عرضة للاصابة. اما القطط التي تعيش داخل المنازل بشكل حصري، فهي امنة من العدوى. يجب ايضا الحذر عند القيام بإعمال الحديقة و البستان، و التعامل مع التراب الذي قد يحتوي على فضلات القطط المشردة و بالتالي بيوض التكسوبلازما. كما يجب على الأنسان طبخ اللحوم جيداً، و غسل الخضروات و الفواكه و الأواني جيداً لانها تعتبر أيضا وسيط في نقل أكياس او بيوض الطفيليات.
الطيور المعرضة لطفيليات التكسوبلازما
جميع الطيور معرضة للإصابة بالتكسوبلازما، لكن تم تسجيل الكثير من حالات الإصابة في طيور الكناري و الفنش الأسترالية و الببغاوات خاصة البادجي. تنتقل العدوى إلى طيور التربية عن طريق فضلات القطط من خلال التراب او الطعام او الماء الملوث بفضلتها، او عن طريق إخطلتها بالطيور البرية، او تقديم الخضروات و الفواكه الملوثة التي لا يتم غسلها مطلقا او جيداً قبل تقديمها. كما تنتقل الطفيليات إلى الطيور الجارحة بالعادة عن طريق أكل ضحيه مصابه. تعيش الطفيليات في عضلات الطائر و أمعائه و لا تخرج مع فضلات الطائر. لذلك من النادر جداً إنتقال التكسوبلازما من الطيور إلى البشر إلا إذا تم أكل الطائر المصاب [4].
التكسوبلازما قد تسبب المرض أو لا للطيور. عند الإصابة قد تظهر الأعراض التالية: خسارة الوزن، فقدان الشهية، الإسهال، إلتهاب ملتحمة العين، و العمى، وأعراض تنفسية كضيق التنفس، و أعراض عصبية كفقدان إنتظام الحركة و إمالة الرأس [5].
العلاج التكسوبلازما
ينصح برؤية الطبيب البيطري عند إصابة الطيور و الحيوانات بمرض معين، لأن التشخيص الموضعي لبعض الأمراض ليس بالأمر السهل حتى على الطبيب البيطري نفسه. الطبيب يستطيع ان يجري الفحوصات اللازمة للتاكد من الاصابة بطفيليات التكسوبلازما، و في هذه الحالة قد يوصف الدواء التالي لعلاجها:
الاسم العلمي | من اسمائه التجارية |
بيريميثامين Pyrimethamine | درابرن Daraprim |
تحذيرات و ملاحظات
- دواء البيريميثامين (مضاد للملاريا و الطفيليات) هو غريم للفوليك آسيد (folic acid)، و هو احدى مركبات فيتامين B، لذلك يجب تزويد الطائر بمكمل غذائي او فيتاميين صناعي او غذاء يحتوي على الفوليك آسيد.
- قد يقرر البيطري ان يعطي المصاب مضاد حيوي كالسلفادازين (Sulfadiazine ) بجانب دواء البيريميثامين.
- الطبيب البيطري قد يلجأ لدواء يحتوي على اكثر من مركب كتريميتوبريم و سلفاميتوكسازول (trimethoprim/ sulfamethoxazole)
- استشر طبيبك البيطري للحصول على الدواء المناسب و الجرعة الصحيحة
Photo Credit:
“Toxoplasmosis Cycle(1)” by Ilovericexoxo is licensed under the Creative Commons Attribution-Share Alike 4.0 International license.