مرحلة غيار أو تجديد أو تبديل الريش أو ما يعرف بالقلش هي ظاهرة طبيعية تمر بها جميع الطيور مثل الكناري والحسون لكن يختلف وقت وتكرار حدوثها ومدة مُكوثها من طائر إلى آخر.
تُبدّل طيور الكناري والحسون البالغة ريشها مرة واحدة في السنة بعد انتهاء موسم التكاثر مباشرة، ويبدأ موسم تكاثر الكناري والحسون في الطبيعة في فصل الربيع مع ارتفاع الحرارة وازدياد طول ساعات النهار ووفرة الغذاء، وينتهي الموسم بعد وضع وتربية ثلاثة بطون ناجحة خلال الربيع والصيف، ويتوقف موسم التكاثر عندما تبدأ ساعات النهار بالانخفاض وتصل الحرارة ذروتها في منتصف الصيف في شهر آب (8)، وفي هذا الشهر بالعادة (حسب الموقع الجغرافي للطائر) تبدأ طيور الكناري والحسون في تبديل ريشها.
إذاً الحرارة والإضاءة تعملان على تحفيز الطيور على تبديل الريش وبذلك إذا تم التلاعب بالحرارة أو الإضاءة أو في حالة تقلب أو عدم انتظام إي منهما قد يدخل الطائر في مرحلة القلش خارج موعده المحدد. لذلك من المهم (إن كنت مربي مبتدأ) أن تجعل الطيور تسير مع الطبيعية، تنام مع غروب الشمس وتستيقظ مع غروبها وعدم اللجوء إلى تزويد حرارة اصطناعية حتى ولو كان الجو بارداً في الشتاء لأن طيور الكناري والحسون تتحمل درجات حرارة منخفضة شريطة الاهتمام بالغذاء خاصة الدهني وابعاد الطيور عن تيارات الهواء الباردة والعاتية وعدم وضعها في مكان رطب وبارد في نفس الوقت.
يمكث غيار الريش بالعادة من 6 إلى 8 أسابيع وقد يستغرق 10 أسبوع اعتماداً على الطائر وغذائه والبيئة التي يعيش فيها. التأخير بالعادة يدل على قلة جودة الغذاء المقدم او انخفاض درجة الحرارة بشكل ملحوظ. إذا تأخر الطائر أكثر من 10 أسابيع في تبديل ريشه فهذا يدل على وجود مشكلة غذائية او مرضية أو بيئية مثل الحرارة جعلته يتأخر في الخروج من غيار الريش، وهذا غير صحي حتى ولو نجح الطائر في الخروج من هذه المرحلة بعد هذه المدة.
يلجأ بعض المربين خاصة مربي الحسون إلى تعتيم أو تظليل القفص لتسريع عملية غيار الريش حيث تعمل هذه الطريقة على جعل الطائر يخرج من غيار الريش في أقل من 6 أسابيع لكن قد ينتج عن هذه الممارسة تداعيات سلبية على صحة الطائر.
إذا أردت أن تعجل الطائر أن ينتهي من مرحلة القلش بشكل سريع وآمن وطبيعي وفعال عليك أن:
- تضع الطائر في غرفة هادئة وآمنة ودافئة – غير باردة نسبيا او قابلة للتعرض للبرودة.
- تقدم له غذاء لا يقتصر على البذور فقط – غذاء غني بالمعادن والفيتامينات والبروتينات.
- تعرض الطائر لأشعة الشمس وتقدم له الحمام بشكل يومي إن أمكن.
وقد يتوقف الطائر عن تبديل الريش قبل انتهاء نمو الريش الذي تساقط إذا:
- تعرض إلى البرودة أثناء القلش.
- لم يحصل على جودة عالية من الغذاء.
- تعرض إلى الخوف أو الصدمات أو التوتر المستمر.
عادة ما يشتكي بعض المربين أن الطائر لا يغرد بعد انتهاء القلش والسبب يعود في ذلك على الأغلب إلى سوء التغذية التي قدمت للطائر خلال هذه المرحلة فيخرج الطائر منها ضعيف البنية والمناعة ولا يمتلك الطاقة للتغريد والأسوأ من ذلك قد يخرج مريض ويموت بعد عدة أسابيع.
يحتاج الطائر إلى قدر أكبر من البروتينات والمعادن والفيتامينات خلال القلش. من أهم الأغذية التي تقدم في هذه المرحلة هي البيض المسلوق والباتيه او الديسه لأنها تحتوي على العديد من المعادن والفيتامينات ونسبة جيدة من البروتينات التي يحتاجها الطائر لنمو ريشه الذي يحتوي على 88% بروتين.
أهم مصدر للحصول على كمية جيدة من المعادن والفيتامينات هو البذور المستنبتة حيث يحتوي نبات البذور المستنبتة على قيمة غذائية أعلى بكثير من البذور نفسها. وللحصول على نسبة جيدة من المعادن والفيتامينات يجب التركيز على تقديم الخضروات الداكنة – الصلبة او الورقية – مثل الجزر والفلفل الحار والحلو والجرجير والسبانخ وورق الفجل والبقلة.
وجدير بالذكر أن إنهاك الطيور خلال موسم التكاثر عن طريق إطالة الموسم عمدا من قبل المربي او جعل الطيور تبيض أو تعتني بعدد أكبر من الفراخ خارج طاقتها يجعل هذه الطيور تدخل غيار الريش ضعيفة وهذا قد يعرضها للموت عند الدخول في هذه الفترة التي تستنزف الكثير من طاقتها أيضاً.