الرنين المغناطيسي أو التصوير بالرنين المغناطيسي (Magnetic Resonance Imaging) هو تقنية تصوير طبية تستخدم لمسح وتصوير تركيبة وأعضاء جسم الإنسان الداخلية كالكبد والكلى والدماغ والقلب والعظام وحتى الأوعية الدموية. يتم الاستعانة بالقوة المغناطسية (المجال المغناطيسي) والموجات الراديوية (Radio waves) وأجهزة الكمبيوتر للحصول على الصورة.
الخضوع لفحص الرنين المغناطيسي آمن ، فهو لا يعتمد على الطاقة الاشعاعية عكس الاكس راي (X-Ray). وليس له أعراض جانبية لكن رنينه مزعج جدا جدا.
تجربتي مع فحص الرنين المغناطيسي
عندما خضعت لفحص الرنين المغناطيسي للمرة الأولى في حياتي ، لم أكن أعلم الكثير عنه. وتوقعت أن تكون تجربة عادية وطبيعية. استقبلتني ممرضة لا استطيع أن أنسى اسمها (رنين). طلبت مني رنين أن أضع ساعتي وهاتفي ومحفظتي وحزامي ونقودي المعدنية في سلة. ثم قالت لي أن مدة الفحص تستغرق من 30 إلى 40 دقيقة بالعادة لكن فحصي سيستغرق ساعة تقريبا بسبب الموقع الحساس للمنطقة المعنية (خلف الأذن).
كما أخبرتني أن درجة الحرارة داخل آلة الرنين المغناطيسي باردة نسبيا ، وعرضت عليّ غطاء وقبلته. وأعطتني سدادات الأذن لأن “الرنين في الداخل مزعج” وقالت “سوف تشعر وكانك في ورشة عمل”. ثم وضعت في يدي جهاز إنذار وقالت “إن حدث معك أي شيئ في الداخل ، اضغط على الزر”. وذكرتني أن لا أتحرك أثناء الفحص لأن الحركة تفسد الصورة.
بعدها زلقت الممرضة سريري داخل وفي وسط آلة اسطوانية الشكل، وهكذا بدأ فحص الرنين المغناطيسي. لم تقل لي رنين الممرضة أي نوع من ورشات العمل تقصد عندما وصفت رنين الجهاز. وصف الازعاج بورشة عمل لا يعطي الازاعج حقه. مرت 10 دقائق تقريبا واصبحت اتضايق شيئا فشيا. بعد مرور 20 دقيقة تقريبا شعرت أني أريد الضغط على الزر والخروج.
كنت أعد الثواني ثانية بثانية لكن بدلا من عد الثواني كنت أعد الخراف وقلت لنفسي يالله هذا عذاب. هل سأمكث هنا ساعة من الوقت ؟ شعرت وكاني سجين في زنزانة العزل الإنفرادي أعذب. وتذكرت حينها كتاب قرأته بعنوان “العادات السبع للأشخاص الأكثر فعالية” للكاتب ستيفن كوفي (Stephen Covey).
ورد في هذا الكتاب قصة لعالم النفس فكتور فرانكل (Viktor Frankl) يهودي الأصل والذي نجى من مخيمات التعذيب في المانيا. عُذب في المعتقلات النازية ، لكنه تغلب على اليأس والمعانه عن طريق تحديد هدف مستقبلي في الحياة والشعور بشكل ايجابي اتجاه هذا الهدف ، وثم تَخيّل هذه النتيجة بشكل غامر.
كان فرانكل يتخيل أنه خرج من المعتقل – حر من جديد. وتخيل أنه كان يُدرس علم نفس السجن – ذات السجن الذي كان محبوس ويعذب فيه – لطلابه ويعلمهم :
يجب على الإنسان أن يسعى إلى أن يجد معنى للحياة حتى في أقصى ظروف المعانه وأدنى مراحل اليأس. بهذه الطريقة يمكن التغلب على اليأس والمعانه ويمكن تحويل المأساة إلى إنجاز يوما ما.
وأضاف فرانكل أن السجين الذي يحدد معنى لحياته ، يستطيع أن يتحمل الكثير من المعانة ، والطريقة التي يتصور بها السجين المستقبل تأثر على طول عمره. من أشهر اقتباساته :
“أعظم الحرية لدينا هي حرية اختيار موقفنا”
“عندما لا نكون قادرين على تغيير موقف ما ، فإننا نواجه تحديًا لتغيير أنفسنا”
“يمكن أخذ كل شيء من الرجل ، باستثناء شيء واحد: آخر حرياته الإنسانية – اختيار موقفه في أي ظروف من الظروف، واختيار طريقه الخاص به”
فقلت لنفسي : سوف احاول أن أربط بعض الأشياء من أقوال وأفعال هذا العالم لعلها تساعدني. لدي مخيليتي وحريتي في إختار موقفي أتجاه الرنين. لا استطيع إقافه لكن استطيع أن أغير طريقة تعاملي معه. فقررت أن أتجاهله عن طريق استخدام مخيلتي.
بدأت في تخيل أني على شاطئ البحر مسترخي (تعرفون بقية القصة) لكن هذا لم يجدي نفعا. شعرت وكأن أحدهم خلفي يطرق بالمطقرة وأنا مسترخي. فكرت مرة أخرى واستنتجت أنه يجب أن اتخيل شيئ اجابي وممتع وفي نفس الوقت يشبه صوت الضجيج الذي أسمعه.
فتخيلت أني في حفلة صاخبة يقودها اشهر DJ في العالم (DJ Tiesto). بدأت مخيلتي تعطيني تفاصيل الحفل وبدأت أذني تلتقط وتحدد النغمات والألحان الخفيفة والمخفية التي تصدر من الرنين والضجيج . ثم بدأت في هز أصابع قدمي تماشيا مع هذه النغمات والألحان وأصبح صوت هذه النغمات واضح لدرجة أني أسمع صوت الرنين العالي والمزعج في الخلفية وكأنه يأتي من بعيد.
نسيت الإزعاج تماما وأصبح كل تركيزي على الحفلة والنغمات والنوتات الجميلة التي اسمعها. لم أشعر بمضي الوقت. بعد مرور 55 دقيقة أنتهى الفحص وخرجت من آلة الرنين المغناطيسي.
سألت الممرضة : ليش طلعتيني ؟
فاجابت : خلص الفحص
فقلت : راحت عليكي الحفلة. هاي أفضل تجربة خضتها في حياتي
اجابت الممرضة متفاجئة : بالعادة الناس بتسبني لما يطلعوا! فكرتك كنت مضايق كثير لانك كنت تهز اصابع اجريك طول الوقت.
ثم سألت : شو صار معك جوا ؟
قلتلها اللي صار والله اعلم اذا فكرتني مجنون او مطعاتي أشي قبل الفحص !
هذا ما حدث معي بالفعل. أتمنى أن تجربتي مع الرنين المغناطيسي ستفيدكم في حال اضطررتم لخضوع لهذا الفحص.
ملاحظة : في بعض الحالات وحسب الفحص، لا يمكن لبس بنطال يحتوي على سحاب وازرار معدنية. أنصح بارتداد لباس مريح (مثل تريننج) خالي من المعادن في أي حال من الاحوال. يمنع أيضا ارتداء القطع النفيسة مثل المجوهرات أثناء الفحص خاصة المجوهرات التي تنجذب للمغناطيس. كما يجب التصريح عن أي قطع معدنية مزروعة في الجسم وعن جميع العمليات الجراحية السابقة.
المراجع
- medium.com/the-mission/attitude-is-everything
- www.psychologytoday.com/us/mans-search-meaning
- www.nhopenmri.com/frequently-asked-questions/
- www.fda.gov/radiation-mri/default.htm