تكنولجيا شبكة الند للند النقية هي بنية لامركزية تسمح للمشتركين بها بالعثور على بعضهم البعض والتواصل المباشر وتبادل المعلومات عن طريق حواسيبهم دون الحاجة إلى وسيط مثل خادم مركزي ومتتبع. وقد وصفناه بالنقي لأن بعض شبكات الند للند مختلطة مع بعض العناصر المركزية، والبعض الآخر يمكن الانضمام إليه على أساس الدعوة فقط. ومع ذلك ، فإن معظم هذا النوع من الشبكات عام ولا يلزمه أي تصريح أو دعوة للاشتراك به مثل شبكة عملة البتكوين.
عادةً ما يطلب العملاء محتوى من موقع معين على الانترنت ويمر الطلب عبر خادم مركزي لاظهار المحتوى للعميل او المستخدم. وتعد شبكة الند للند بديلا لهذا النظام بحيث تعمل كخادم وعميل في ذات الوقت، فأي جهاز متصل بالشبكة يصبح خادماً يقدم المحتوى ويصبح عميلاً يبحث عن المحتوى.
كما أن جميع الأفراد المتصلون متساوون ويعملون كأقران لهم نفس مجموعة القواعد، ومن هنا جاء اسم الند للند. ويتميز نموذج الند للند النقي بتحميلات أسرع وقدرة أكبر على التعامل مع الطلبات الكبيرة، ما يخفف الضغط عن الخوادم التي قد تتعطل تقليديًا في حالة التحميل الزائد. كما أنها لا مركزية ولا تتوقف عن العمل..
مثال على تطبيقات تكنولوجيا الند للند
كانت تكنولوجيا الند للند شائعة قبل التسعينات في القرن الماضي، عندما أطلق شوان فاننج مؤسس نابستر (Napster) موقع لمشاركة الوسائط الموسيقية، وكان يعمل الموقع بنظام هجين من تكنولوجيا الند للند مصمم للسماح للمستخدمين بمشاركة وتنزيل ملفات موسيقى MP3 مجانًا. يتصل العملاء أولاً بشبكة خادم Napster قبل الاتصال بأقرانهم الآخرين. ثم قاموا ببث ملفات MP3 المخزنة على قرصهم الصلب وتنزيل ملفات MP3 من عملاء آخرين، وهذه طريقة واحدة بواحدة.
وتعد شبكات التبادل مثل نابستر وجروفي وماجي أمثلة على شبكات الند للند الهجينة في حين أن جنوتيلا وفري نت تعد شبكات ند للند، ومن الجدير بالذكر أن شبكة بت تورنت (BitTorrent) أكبر شبكة ند للند في العالم. ويمكن للمستخدمين تحميل برنامج torrent client الخاص بهم لأجهزة Windows و Mac و Android مما يمكنهم من مشاركة الملفات على الشبكة باستخدام مواردهم الخاصة.
بينما ترتبط شبكات الند للند عادةً بالنشاطات التي تنتهك حقوق الطبع والنشر، إلا أن لها العديد من التطبيقات القانونية الأخرى. على سبيل المثال، لعبت دورًا مهمًا في وجود البتكوين، وهو نظام نقدي إلكتروني يعتمد على شبكة الند للند كما وصفها مؤسسها المجهول ساتوشي ناكاموتو.
تكنولوجيا الند للند في العملات الرقمية
يمكن إستخدام شبكة الند للند في العديد من التطبيقات، ومن أهمها هو نظام العُمل المشفرة، حيث أن هذا النوع الثوري من الشبكات مكن العُمل المشفرة بجانب سلسلة الكتل من تحقيق مبدأها الأساسي وهو اللامركزية أي خلوها من سلطه مركزية تتحكم بها وتسيطر عليها.
تعمل شبكة الند للند على تشغيل شبكة البتكوين، والتي تتكون من عملاء (عُقد أو أجهزة كمبيوتر) يتصلون ويتحدثون مع بعضهم البعض للتحقق من صحة معاملات البتكوين. ويتم تسجيل المعاملات في دفتر الحسابات العام المعروف باسم سلسلة الكتل (blockchain)، ويتم توزيعه بين جميع أفراد الشبكة، مما يجعل التحقق من صحة البيانات والتخزين لامركزيًا.
ويضمن بروتوكول البتكوين أن يتبع جميع الأفراد نفس القواعد التي تمنع المشاركين من الغش أو التصرف بأي سوء ما لم يمتلك الكيان الذي ينوي ذلك سيطرة على 51% أو أكثر من الشبكة، وفي هذه الحالة ينتج ما يعرف بمسمى هجمات 51% ومن شأن هذه الهجمات أن تشكل خطراً على أمان البتكوين، ومع ذلك فإن البتكوين لامركزية وإن إحتمال حدوث ذلك أقرب للصفر.
للمشاركة في شبكة البتكوين يحتاج المشتخدمون لتحميل بروتوكول عميل ونواة البتكوين التي تحتوي على محفظة ونسخة من سلسلة الكتل وجميع القواعد الخاصة بالشبكة. يستخدم العملاء مواردهم الخاصة مثل قوة الحوسبة ومساحة التخزين للحفاظ على أمان الشبكة والتحقق من صحة المعاملات. في المقابل، يتلقون مكافآت نقدية من عملات البتكوين التي تم تعدينها حديثًا بالإضافة إلى رسوم المعاملات.
الخلاصة
شبكة الند للند هي شبكة موزعة من العُقد أو أجهزة الكمبيوتر التي تستخدم موارد الأجهزة الخاصة بها لمعالجة البيانات وتخزينها ومشاركتها مباشرة دون سلطة مركزية. وتعد أحد العوامل المساهمة اليوم في تطوير Web 3.0 إستناداً إلى فكرة التطبيقات اللامركزية التي يحكمها المجتمع.